المحبة الحقيقية

إن المحبة الإلهية ليست مبنية على شروط. فإن محبة الرب لنا معلنة في الكتاب المقدس الذي يقول: “وَلكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا.” رسالة رومية ٥: ٨

مات المسيح لأجلنا ونحن لا زلنا خطاة لكي يخلصنا من كل خطية ولكي يقوينا ويجعلنا أحرار في وسط جيل معوج وفاسد.

لن نقدر أن نعبد الرب ونحن لا زلنا مقيدين بروح الكراهية. لأن المحبة هي أساس الإيمان المسيحي. فبدون المحبة نحن لن نتغير ولن نقدر أن نغير الآخرين.

في مقالاتي التي تكلمت فيها عن الغفران، قلت بوضوح أن الغفران أسلوب حياة. فلا شك أن المحبة والغفران عاملين مشتركين ومتكاملين.

بدون المحبة لن نتقدم روحياً، وبدون الغفران لن نتقدم أيضاً. الحقد و المرارة من السهل حملهما. لكن الغفران هو أصعب بكثير. ومن المفضل أن يكون الغفران أسلوب حياة. فهو يساعدنا لنحيا حياة أفضل. وذلك لأن الغفران لا يجعلك تحمل المزيد من الهموم.

مثال بسيط على ذلك:

المثلث له ثلاثة أضلاع.  وكذلك هويتك في المسيح مبنية من ثلاثة أبعاد من الغفران:

الغفران من إلهك، الغفران بينك وبين نفسك، والغفران تجاه الذين حولك. وكذلك ثلاثة أبعاد للمحبة:  أن تستقبل المحبة من إلهك،  أن تتعامل بالمحبة مع نفسك، وأن تتعامل بالمحبة مع الاخرين.

الكتاب المقدس يوصينا بأن نحمل المحبة من قلب طاهر وضمير صالح.

1 تيموثاوس 5:1

وَأَمَّا غَايَةُ الْوَصِيَّةِ فَهِيَ الْمَحَبَّةُ مِنْ قَلْبٍ طَاهِرٍ، وَضَمِيرٍ صَالِحٍ، وَإِيمَانٍ بِلاَ رِيَاءٍ.

والإيمان بدون رياء  تعني أن نصلي من أجل الذين أساؤوا إلينا وأن نغفر لهم ونباركهم. الرب يسوع المسيح أحب أعدائه وصالبيه والمتآمرين عليه، ولم يحمل أي حقد أو مرارة ضدهم، بل صلى لأجلهم عندما كان على الصليب.

إن المحبة هي قوة رادعة.

إن الرب يعطينا القوة الروحية عندما نؤمن به, وينبغي أن نؤمن بالرب إيماناً حقيقياً بدون رياء… وهذا هو الإيمان الحقيقي الذي لا يهتز ولا يتزعزع، وهذا هو الإيمان الذي يمنحنا القدرة حتى ننقل الجبال.  لأن الرب قادر أن يملأنا بهذه المحبة والإيمان والحكمة في التعامل مع الآخرين. إننا نحتاج قوة من الرب لكي نستمر في حياتنا مع المسيح ونعيش حياة أفضل.

المحبة الحقيقية هي أسلوب حياة. لنجدد سلامنا كل يوم بالرب وسلامنا مع أنفسنا وسلامنا مع الآخرين.

جدد سلامك.

ميلاد خوري